لقد كان القمر، قمرنا الطبيعي، موضوعًا للسحر والدراسة لعدة قرون. الآن، في القرن الحادي والعشرين، تمر البشرية بلحظة حرجة لاتخاذ الخطوة التالية في استكشاف الفضاء: تحويل القمر إلى منطقة أخرى من مناطق التأثير البشري. كيفية تحقيق ذلك؟ اي طريق للذهاب؟ ماذا يجب أن تكون الخطوة الأولى؟ وهذا ما سوف نستكشفه الآن.
السؤال الأول الذي يمكننا أن نطرحه على أنفسنا هو: ما الذي يحفز البشر على إنشاء المستوطنات البشرية على القمر؟ هناك عدة حوافز: أولاً، القمر غني بالموارد الطبيعية مثل الهيليوم 3 والتيتانيوم والحديد والألومنيوم والسيليكون والماء. ويمكن استخدام هذه الموارد لإنتاج الطاقة وبناء البنية التحتية وتصنيع المنتجات. ثانيًا، يعد القمر موقعًا مثاليًا للبحث العلمي لأن سطحه يمثل سجلاً تاريخيًا لتطور النظام الشمسي. وأخيرًا، يتمتع القمر بقيمة استراتيجية لا يمكن إنكارها، فهو الخطوة التالية للتحرك عبر النظام الشمسي.
ولهذا السبب، تخطط وكالات الفضاء الكبرى في العالم، مثل NASA وESA وCNSA وRoscosmos وISRO، بالفعل لكيفية جعل القمر فضاءً صالحًا للسكن ومنتجًا. ولكل منهم أفكاره وخططه الخاصة، لكنهم جميعا يشتركون في هدف إقامة المستوطنات البشرية، والبحث وإنشاء شركات لاستخراج وتحويل الموارد الطبيعية، وإرساء قواعد التعايش.
ولذلك فإن الخطوة الأولى لتحقيق الاقتصاد القمري هي إقامة وجود بشري دائم على القمر. وهذا يتطلب إنشاء قاعدة قمرية صالحة للسكن ومستقرة. ويجب أن تكون قادرة على توفير الهواء والماء والغذاء والطاقة لرواد الفضاء والعمال الذين يعيشون ويعملون هناك. ويجب أن تكون قادرة على تحمل الظروف البيئية القاسية للقمر، مثل الإشعاع الشمسي ودرجات الحرارة القصوى.
بمجرد إنشاء القاعدة القمرية، يمكن للشركات البدء في بناء الشركات التي ستقوم باستخراج وتحويل الموارد الطبيعية للقمر. وقد تكون هذه المؤسسات حكومات أو مؤسسات خاصة أو مزيجًا من الاثنين. إن جعل هذه الشركات قادرة على الاستمرار سوف يتطلب استثمارات كبيرة في التكنولوجيا والموارد البشرية.
سيكون البحث العلمي أيضًا جزءًا مهمًا من الاقتصاد القمري. من المهم فهم جغرافية القمر بشكل أفضل وتحديد كيفية توزيع موارده. وستكون هناك حاجة أيضًا إلى إجراء أبحاث لتحديد أفضل الأماكن لبناء المستوطنات البشرية ومنصات الإطلاق والمصانع لتحويل موارد القمر إلى إمدادات. وقبل كل شيء، يعد القمر مختبرًا طبيعيًا لفهم تطور النظام الشمسي. ستوضح دراستها العديد من الأمور المجهولة حول أصل الأرض وتطورها.
إن الاقتصاد القمري مشروع طموح ولكنه ممكن. وسوف يتطلب هذا تعاوناً دولياً غير مسبوق، واستثمارات كبيرة في التكنولوجيا والموارد البشرية، وقواعد واضحة وعادلة للتعايش. لكن الفوائد المحتملة هائلة: فهي مصدر للموارد الطبيعية للبشرية، ومنصة للبحث العلمي، وأفق جديد لاستكشاف الفضاء.
لقد حان الوقت لاتخاذ الخطوة التالية في استكشاف الفضاء وجعل القمر مجالًا آخر للتأثير البشري. الفرصة موجودة، في انتظار استغلالها. هل ستنضم إلينا في هذه المغامرة؟
“المقالات الموقعة هي مسؤولية مؤلفيها فقط وقد تعكس أو لا تعكس معايير A21”