“بحلول نهاية عام 2024، سيكون عدد سكان واحد من كل أربعة بلدان نامية أكثر فقرا مما كان عليه قبل جائحة كوفيد-19. وسيظل النمو في الأمد القريب ضعيفا، وقد يؤدي إلى عدم استقرار قدرة ثلث سكان العالم على الوصول إلى الغذاء في العديد من البلدان، وخاصة الأكثر فقرا. وهذا من شأنه أن يعيق التقدم في العديد من الأولويات العالمية.
ويرد هذا التحذير في التقرير آفاق الاقتصاد العالمي ونشر البنك الدولي في وقت سابق من اليوم أنه يتوقع أن يحطم الاقتصاد العالمي رقما قياسيا غير مميز بحلول نهاية عام 2024. ويصف الحاضر بأنه عقد من الفرص الضائعة، الأمر الذي يدعو إلى الحد من الجوع والفقر، وبالتالي عدم المساواة الاجتماعية.
وفي عام 2015، روجت الجمعية العامة للأمم المتحدة لأجندة طموحة لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة؛ وتضمنت 17 هدفًا عالميًا للتنمية المستدامة (SDGs) استجابة للحاجة إلى مواجهة التحديات مثل القضاء على الفقر ومكافحة الفساد وتغير المناخ والمساواة بين الجنسين. وبعد 8 سنوات، كان التقدم متواضعا وفي بعض الحالات محدودا بشكل ملحوظ. يقدر أن يكون فقط إن 15% من أهداف التنمية المستدامة تسير على الطريق الصحيح، و48% منها تسير على الطريق الصحيح، وثلثها يظهر أكثر من الركود أو التراجع.
وتستجيب هذه القيم إلى حد كبير لسلوك الاقتصاد العالمي الذي حافظ على معدل تراجعه للعام الثالث على التوالي. وفي عام 2022، انخفض بنسبة 3% عن العام السابق، وفي عام 2023 من المتوقع أن يصل إلى 2.6%، وبحلول نهاية عام 2024 سينخفض مرة أخرى إلى 2.4%. ومعدلات النمو هذه أقل بالفعل من متوسط 3.1% المسجل في العقد الماضي.
ويتوخى التقرير الحذر في الإشارة إلى الأسباب الهيكلية التي تشجع متوسط النمو في الناتج المحلي الإجمالي العالمي؛ بل إنه يفسر فقط الأسباب الزمنية التي تؤثر على التوقعات.. ومن علامات الهشاشة تصاعد الصراعات، وتقلب أسعار الطاقة والغذاء، وتراجع الطلب الخارجي، وتشديد الأوضاع المالية، والكوارث الطبيعية المرتبطة بتغير المناخ.
حسب المنطقة، الأداء متفاوت. وفي عام 2024، سوف تنمو دول منطقة اليورو بنسبة 0.7% فقط، في حين سوف تتباطأ نظيراتها في آسيا والمحيط الهادئ بسبب تباطؤ الصين. سوف تعاني أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي من التضخم المستمر وتكلفة الاقتراض بسبب ارتفاع أسعار الفائدة. وبالنسبة للمكسيك، تتوقع نمواً بنسبة 2.6% نتيجة لانخفاض الطلب الخارجي.
إن عالم اليوم يعاني من عدم المساواة أكثر من الجيل الذي سبقنا، والذي تفاقم بسبب أزمة المناخ. ومع ذلك، كما أشير في هذا المجال، فإن عدم المساواة يؤثر على النساء والرجال بشكل مختلف. ومن منظور النوع الاجتماعي، ترى الأمم المتحدة أن الفقر يرتبط بعدم المساواة الاقتصادية، والتي بدورها تتشكل حسب النوع الاجتماعي.
إن استعادة الروح الأصلية لأهداف التنمية المستدامة (بدءا بتوفير الموارد اللازمة لتحقيق هذه الأهداف) وتغيير مسار النموذج الاقتصادي الحالي أمر ضروري لتحقيق مستقبل مزدهر. تأجيل الحلول ليس خيارا.
@جلوكوريشي