اكتشاف الكون: التلسكوبات من تشيلي تكشف أسرار الفضاء | العلوم والتكنولوجيا

تتمتع تشيلي بأنقى سماء في العالم، لذا فإن التلسكوبات المثبتة في أراضينا تلعب دورًا أساسيًا في العلوم.

كشفت الأبحاث المدعومة من وكالة ناسا عن الدور الأساسي للتلسكوبات الموجودة في تشيلي في تطوير معرفتنا بعلم الفلك.

وأصبحت التلسكوبات، التي يقع معظمها في الجزء الشمالي من البلاد، نوافذ على الكون بالتعاون مع وكالة ناسا، لتكشف الألغاز الكونية.

يتطلعون نحو واحدة من أوضح السماء في العالم، ويتوصلون إلى اكتشافات تؤكد أهمية تشيلي كمركز فلكي من الدرجة الأولى.

نخبركم عن بعض أبرز المشاريع في السنوات الأخيرة:

مسح لمستوى درب التبانة بواسطة تلسكوب سيرو تولولو

كانت دراسة رحلة درب التبانة في مرصد سيرو تولولو في تشيلي بمثابة تقدم كبير في علم الفلك.

وتمكن المشروع من التقاط 3.32 مليار جسم فلكي مذهل باستخدام كاميرا الطاقة المظلمة المثبتة على التلسكوب في المختبر. بما في ذلك النجوم والمجرات في درب التبانة.

تتميز هذه الدراسة ليس فقط بالعدد الكبير من الأشياء التي تمكنت من تحديدها، ولكن أيضًا باتساع نطاقها. لأنه يغطي 6.5% من سماء الليل.

لقد كان جهدًا لمدة عامين في موقع يقع في وادي إلجي. ركزت في المقام الأول على سماء نصف الكرة الجنوبي وأصبحت واحدة من أكبر كتالوجات الأجرام السماوية حتى الآن.

وقد وفرت رؤية تفصيلية غير مسبوقة لمجرتنا، مما أعطى علماء الفلك أداة قيمة لدراسة بنية وتكوين درب التبانة.

ولم يقتصر الأمر على تحسين فهمنا للمجرة التي نعيش فيها فحسب، بل فتح أيضًا الأبواب أمام أسئلة واكتشافات جديدة حول الكون.

مشروع Blockgem لرصد موجات الجاذبية

يلعب مشروع BlackGem، الموجود في مرصد لاسيلا في تشيلي، دورًا مهمًا في أبحاث موجات الجاذبية.

ويستخدم المشروع مجموعة من ثلاثة تلسكوبات جديدة تم تركيبها في منطقة كوكيمبو لرصد أصل وظواهر هذه الموجات التي تتولد عن أحداث كارثية في الكون مثل الثقوب السوداء أو اصطدام النجوم النيوترونية.

READ  الحمض النووي "الفريد": اكتشاف علمي قد يغير قواعد علم الوراثة

ما يميز BlackGem عن المراصد الأخرى هو قدرته على تحديد النسخ المرئية لهذه الموجات.

على الرغم من أن المراصد مثل LIGO (مرصد موجات الجاذبية بمقياس التداخل الليزري) ومقياس تداخل Virgo مصممة لاكتشاف موجات الجاذبية، إلا أنها تعاني من قيود في التحديد الدقيق لأصل هذه الموجات.

يمكنهم عادةً تضييق نطاق موقع المصدر إلى مساحة كبيرة من السماء، ولكن ليس بالدقة اللازمة لفهم الظاهرة بشكل كامل.

على النقيض من ذلك، يستطيع BlackGem مسح مساحات كبيرة من السماء بسرعة وبدقة عالية باستخدام الضوء المرئي. يسمح لك باكتشاف مصادر موجات الجاذبية بشكل منهجي.

توفر قدرة BlackGem هذه على اكتشاف موجات الجاذبية ونظيراتها المرئية فهمًا أكثر اكتمالًا لهذه الظواهر الكونية.

بالإضافة إلى ذلك، فهو يسمح بمراقبة تفصيلية للعمليات التي تحدث عند هذه التقاطعات، مثل تكوين العناصر الثقيلة. يوفر هذا النهج المشترك لدراسة كل من موجات الجاذبية والضوء المرئي رؤية غنية وشاملة للأحداث الكونية المتطرفة.

مشروع ALERCE: تطفل الذكاء الاصطناعي

مشروع ALERCE هو مبادرة فلكية يقودها باحثون تشيليون وسيلعبون دورًا أساسيًا في معالجة البيانات من مرصد Vera C. Rubin، الذي سيبدأ عملياته في عام 2024 في منطقة كوكيمبو.

يجمع المشروع بين تقنيات علم الفلك والبيانات الضخمة لدراسة ظواهر مثل المستعرات الأعظم والثقوب السوداء فائقة الكتلة والكويكبات.

تم اختيار ALERCE ليكون الممثل التشيلي الوحيد لتشغيل تصنيف بيانات المرصد وأنظمة الإنذار المبكر، وسيستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات كبيرة من البيانات الفلكية.

يمثل هذا المشروع تقدمًا كبيرًا في علم فلك البيانات. كما يعد أيضًا معلمًا مهمًا للبحث الفلكي في تشيلي.

في الآونة الأخيرة، مجلة فوربس وسلط الضوء على البرنامج لاكتشافه ومساهمته الكبيرة في علم الفلك سم.

التلسكوبات في سماء تشيلي

وقام مرصد علم الفلك بالأشعة تحت الحمراء، المعروف باسم SOFIA، بأول رحلة له إلى أمريكا الجنوبية في مارس 2023 عندما هبط في سانتياغو، تشيلي.

READ  وبعد أن تعرض هذا المذنب لانفجارات عنيفة، أصبح الفضاء الآن مشرقا للغاية

قامت صوفيا، داخل طائرة بوينج 747 معدلة، بثماني رحلات علمية. ركزت الرحلات الجوية على دراسة المجرات المجاورة لمجرة درب التبانة، السحابة الكبيرة وسحابة ماجلان الصغيرة.

وتميز المشروع بقدرته على التقاط صور تفصيلية لهذه المجرات، مع الاستفادة من المنظور الفريد الذي يقدمه نصف الكرة الجنوبي.

تلسكوب صوفيا
تلسكوب صوفيا | ناسا

هذه المشاريع في بلدنا لا تعزز فقط مكانة تشيلي كدولة رائدة في علم الفلك من خلال تلسكوباتنا. وبالمثل، يؤكدون على أهمية التعاون الدولي في تطوير المعرفة العلمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *