ولم يتم إدراج إسبانيا في قائمة دول الاتحاد الأوروبي الموصى بها لبدء إجراء “العجز المفرط” في تقرير المفوضية الأوروبية في يونيو الماضي. وهذه الدول هي: بلجيكا، فرنسا، إيطاليا، المجر، مالطا، بولندا وسلوفاكيا. مما لا شك فيه أن هذه أخبار جيدة للاقتصاد الإسباني مع الأخذ بعين الاعتبار معايير الإدارة المالية الأوروبية الجديدة. وقد أقنعت توقعات العجز المالي بنسبة 3٪ في عام 2024 و 2.8٪ في عام 2025 المفوضية الأوروبية بعدم طلب فتح إجراء العجز المفرط لإسبانيا. وتصبح هذه الأبعاد أكثر أهمية عندما نعرف من أين أتينا. وفي عام 2020، وصل العجز المالي إلى -10.1%، وهو الأعلى بين دول الاتحاد الأوروبي الـ 27، في حين أن التوقعات لهذا العام تضع الاقتصاد الإسباني في المرتبة 16 من بين 27 دولة.
وقد صاحبت عملية ضبط الأوضاع المالية هذه نمو في الناتج المحلي الإجمالي أعلى من نظيره في منطقة اليورو. وبحلول عام 2023، تضاعف هذا الرقم بمقدار خمسة (2.5%، مقارنة بـ 0.4%)، والتوقعات لهذا العام والعام المقبل تجعله أعلى.
ومع ذلك، وعلى الرغم من كل هذا، فإن التصور الاجتماعي للبيانات المذكورة لم يفلت من الاستقطاب الموجود في الجدل السياسي في إسبانيا. بالنسبة للبعض، فإن الوضع الاقتصادي لا يمكن التغلب عليه، في حين أن الاختلالات ونقاط الضعف في الاقتصاد تعتبر بالنسبة للبعض الآخر مهمة بما يكفي للتشكيك في تقييم إيجابي سابق. هل هناك حجج لهذا؟ بالطبع. الأول هو أنه على الرغم من النمو في العامين الماضيين، فإن نصيب الفرد في الدخل الإسباني أقل بنحو خمس عشرة نقطة من نظيره في منطقة اليورو، أي أقل بعشر نقاط من المستوى الذي بلغه في عام 2007 قبل الركود العظيم. السبب الأول وراء هذا السلوك هو انخفاض معدل تشغيل العمالة، الذي بلغ متوسط منطقة اليورو في عام 2007، وهو الآن أقل بنحو عشر نقاط من متوسط منطقة اليورو، وكان أقل من متوسط منطقة اليورو منذ بداية هذا القرن.
والاقتصاد الإسباني لا يقاوم كل نقاط الضعف التي تقاوم المؤشرات الجيدة الحالية أو تختفي أكثر من المرغوب فيه. إنها مهمة الجميع أن يجعلوا هذه المناقشة موضوعية قدر الإمكان، وهي ليست بعيدة عن أهمية قيام الشركات بربط ائتمانها بمصداقيتها الاجتماعية. يعد تجديد الهيئات الإدارية لبنك إسبانيا والجهات التنظيمية مثل CNMC وCNMV ولجنة الطاقة الوطنية الجديدة وتنفيذ مجلس الإنتاجية أمرًا ضروريًا لتطوير السياسة الاقتصادية بشكل أفضل. كما أنه يعزز دور Airef، الذي تمت دعوته للعب دور أكثر أهمية في تحليل القواعد المالية الوطنية.